صوفية والخمسون عذراء الشهيدات
في أحد أديرة العذارى قرب مدينة الرُها بالقرب من العراق كانت تعيش خمسون راهبة مع رئيسة تقية تدعى صوفية، وكن جميعًا يعبدن الله بأصوام وصلوات مستمرة. عندما توجه الملك الوثني يوليانوس مع جيشه لمحاربة الملك سابور ملك الفرس، مرَّ بهذا الدير. فأمر جنوده بقتل جميع الراهبات ورئيستهن صوفية وقطعوهن إرباَ إرباَ، ثم نهبوا كل ما بالدير. وكان استشهادهن في اليوم العاشر من شهر هاتور.
قمص دير "أبو يحنس" القديس الناسك العابد الأنبا صرابامون هو قمص دير "أبو يحنس". ترهّب هذا القديس منذ صغره في الدير، ومكث في العبادة وخدمة الشيوخ اثنين وثلاثين سنة، ثم رُسم قمصًا على الدير وأوكلوا إليه أمر تدبيره، فتزايد في بره ونسكه. وكان يقضي نهاره صائمًا من يوم ترهّبه إلى يوم نياحته. بعد أن قضى في الدير عشرين سنة حبس نفسه في إحدى الكنائس، ولم يعد أحد يراه إلى كمال عشرة سنوات. وكان في هذه المدة لا يفطر إلا في يومي السبت والأحد فقط. صليب من نار لما دنى يوم وفاته ظهر له ملاك الرب في حلم وقدّم له صليبًا من نار قائلاً: "خذ هذا بيدك". فقال له: "كيف أستطيع أن أمسك النار بيدي؟" فأجابه الملاك قائلاً: "لا تخف. السيد المسيح لن يجعل لها سلطانًا عليك". فمد يده وتناول الصليب من الملاك، ثم قال له الملاك: "تقوّ وتقرّب من الأسرار المقدسة، وبعد ثلاثة أيام آتي وآخذك". لما استيقظ من نومه أعلم الشيوخ بالرؤيا، فبكوا وودعوه طالبين منه أن يذكرهم، فطلب منهم أن يذكروه في صلواتهم. ثم تنيح في اليوم الثالث والشيوخ حوله. السنكسار، 5 برمهات.[center]