أولا: الحياة الأبدية الحياة ضد الموت وقد لا توازيها
هبة يمنحها الله للإنسان وكثيرا ما يشعرنا بها الكتاب
المقدس كنعمة معطاة لنا عندما يتحدث عن بعض الآباء
الأتقياء إذ يقول عنهم إنهم ماتوا شيوخا وشبعانين
أياما..إلا أن حياة كهذه قد لاتخلو من منغصات تعكر
عليها صفوها لأننا مادمنا علي هذه الأرض فنحن عرضة
للكثير من الأوجاع والأحزان.حتي إذا سلمت الحياة من
مثل هذه الآفات الفتاكة لكنها لاتسلم أخيرا من الموت
الذي يهدم كيانها ويقوض بنيانها.
ولكن لكي ندرك المعني المراد من الحياة الأبدية علينا
أن نتصور حياة في منتهي النقاوة والصفاء.لايعكرها ألم
ولايتخللها شقاء.هي خلاصة السعادة وزبدة الهناءوليس ذلك
فقط بل أنها ممتدة الأجل واسعته لانهاية لأيامها.ولاعقبي
لآجالها وأعوامها سعادة تتجدد ودهور تتعدد تلك هي
الحياة الأبدية التي تنادي بها المسيحية بلسان مؤسسها
قائلا الحق الحق أقول لكم أن من يسمع كلامي ويؤمن
بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلي دينونة بل
قد انتقل من الموت إلي الحياة(يو5:24) وهي دائما تحث
أبناءها أن يجعلوها نصب أعينهم ويعملوا ما يدنيهم منها
وينيلهم إياها قائلة اعملوا لا للطعام البائد بل للطعام
الباقي للحياة الأبدية(يو6:27).
فهي الغاية التي تقصدها الديانة الطاهرة والنهاية التي
يرجوها عبيد الله الأمناء تلك التي يبشرهم بها الرسول
قائلا :وأما الآن إذا اعتقتم من الخطية وصرتم عبيدا
لله فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة أبدية(رو6:22).