[center]الطقس الكنسي لعيد التجلى المجيد
تحتفل الكنيسة بعيد التجلي في 13 مسري، تذكارا لتجلي ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح فوق الجبل أمام تلاميذه، وتشغل هذه الحادثة المقدسة فكر الكنيسة وقلبها، فتسبح فيها الذكصولوجيات، بل أن الأيقونات في عصور الكنيسة الأولى والمتأخرة لا تخلو من تسجيلات لهذا الحدث الجليل.
وتشير جميع قراءات الكنيسة في هذا اليوم إلى التجلي كما يلي:
+ المزامير
مزمور العشية (مز 98: 5-6):
" موسى وهارون في كهنته، وصموئيل في الذين يدعون باسمه كانوا يدعون الرب وهو يستجيب لهم، بعمود السحاب كان يكلمهم "، يشير هذا المزمور إلى ظهور الأنبياء مع المسيح في التجلي، كما يشير إلى السحابة التي ظللتهم.
مزمور باكر (مز 103: 29-31):
" فليكن مجد الرب إلى الأبد، بفرح الرب بجميع أعماله، الذي ينظر إلى الأرض فيجعلها ترتعد، الذي يمس الجبال فتدخن "، يتحدث هذا المزمور عن مجد الرب فوق الجبل.
مزمور القداس (مز 86: 1، 5) :
" أساساته في الجبال المقدسة، يحب الرب أبواب صهيون أكثر من جميع مساكن يعقوب... ولصهيون يقال هذا الإنسان، وهذا الإنسان ولد فيها وهي العلي يثبتها " يشير هذا المزمور إلى لاهوت المسيح وتجسده و سرمديته (أزليته وأبديته) من خلال مجد الرب فوق الجبل.
+ الأناجيل
رتبت الثلاثة أناجيل التي تتحدث بالتفصيل عن التجلي كالآتي: إنجيل العشية (لو 9: 28-36) - إنجيل باكر (مت 17: 1-9) - إنجيل القداس (مر 9: 2-13) .
وفي هذه الأناجيل، وصف البشيرون التجلي بحسب خطوات حدوثه من بدايته حتى نهايته... فقال مرقس البشير في إضاءة وجه المسيح أنه أضاء كالشمس، وذكر لوقا البشير أن هيئة وجهه صارت متغيرة، وقال متى البشير أن ثيابه كانت بيضاء كالنور وزاد القديس مرقس على ذلك أنها كانت تلمع بيضاء جدا كالثلج لا يستطيع قصار على الأرض أن يبيض مثل ذلك، أما لوقا البشير فقال إن لباسه كان مبيضا لامعا.
وفي حديث النبيان موسى وإيليا أضاف لوقا أنهما ظهرا بمجد وأفصح القديس لوقا عن الحديث إنه يخص صلبه "اللذان ظهرا بمجد وتكلما عن خروجه الذي كان عتيدا أن يكمله في أورشليم ".
الرسائل
البولس
(كو 1: 1-23) : في هذا الفصل يتحدث الرسول عن الله الذي أنقذنا من الظلمة ونقلنا إلى ملكوت ابن محبته، كما أن فيه إشارة إلى الصوت الذي صار من السحابة " هذا هو ابني الحبيب " كما يشرح شركتنا بالقديسين مشيرا إلى ظهور موسى وإيليا في التجلي، ويقول عنها " شركة ميراث القديسين في النور " وكأنه يشير إلى نور التجلي، كما أنه في هذا الفصل تصريحا عن لاهوت المسيح "الذي هو صورة الله غير المنظور يسكن كل خليقة، فإنه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الأرض سواء كان عروشا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين، الكل به وله قد خلق، ويذكر سلطان المسيح على الخليقة الأحياء والأموات (موسى وإيليا) " الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل "، ويتكلم عن الكنيسة بوحدتيها: كنيسة العهد القديم (بظهور موسى وإيليا) وكنيسة العهد الجديد (بطرس ويعقوب ويوحنا) وقد التأمت وحدتاها بحضور المسيح الذي هو رأس الكنيسة، ويشير إلى الصوت الذي من السحابة (هذا هو ابني الحبيب له اسمعوا) فيقول لكي يكون هو متقدما في كل شيء، كما يشير إلى لاهوت المسيح الخفي في ناسوته والذي ظهر منه شعاع في التجلي فيقول " لأن فيه سر أن يحل كل الملء... قد صالحكم الآن في جسم بشريته ".
الكاثوليكون
(2 بط 1: 12-21) : يتحدث فيه بطرس الرسول عن حادثة التجلي نفسها كشاهد عيان فيتكلم عن قوة ربنا يسوع المسيح ومجيئه ومجده فوق الجبل وشهادة الآب له.
الأبركسيس
(أع 7: 44، 8: 1):وهي قصة استشهاد القديس استفانوس رئيس الشمامسة وخطابه لليهود، قبل استشهاده بلحظات، الذي فيه أشار إلى مجد الرب فوق خيمة الشهادة وفي هيكل سليمان "وأما هو فشخص إلى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس فرأى مجد الله ويسوع قائما عن يمين الله " (ع 54)، ويظهر من هذا الفصل إشارة صريحة إلى تجلي المسيح وظهور مجده فوق الجبل.
التجلي من خلال الأيقونة
لم يصلنا أيقونات قبطية عن التجلي إلا النادر جدا وربما هذه من عصور ليست بعيدة وربما كان ذلك بسبب المعاناة التي عاشتها الكنيسة القبطية خلال تاريخها الطويل وهي تعاني من تدمير لكنوزها أو سلب تراثها.
وإن الأيقونة البيزنطية تصور التجلي في أيقونات عديدة ورسوم خصبة أشهرها تلك الموجودة في كنيسة سانت كاترين في سيناء وترجع إلى القرن السابع الميلادي، وتصور السيد المسيح وهو في بهاء مجده وعن جانبيه النبيان موسى وإيليا وأسفل الصورة الرسل بطرس ويعقوب ويوحنا وهم منطرحون على الأرض من بهاء مجد التجلي.